انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    آداب العلم

    avatar
    @المدير@

    آداب العلم R_rankadmin


    ذكر
    عدد الرسائل : 7604
    العمر : 46
    البلد : الجزائر
    المهنة : حرس حدود GGF
    الجنس : ذكر
    تاريخ التسجيل : 19/08/2006

    بطاقة الشخصية
    نقاط التميز نقاط التميز: 50
    السيرة الذاتية السيرة الذاتية:

    آداب العلم Empty آداب العلم

    مُساهمة من طرف @المدير@ 2007-10-07, 21:55

    آداب العلم
    فضل العلم :
    العلم أشرف ما رغب فيه الراب وأفضل ما طلب وجد فيه الطالب وأنفع ما **به واقتناه الكاسب لأن شرفه ينم على صاحبه وفضله ينمي عن طالبه ، قال الله تعالى ( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إلما يتذكر أولو الألباب ) فمنع سبحانه المساواة بين العالم والجاهل لما قد خص به العالم من فضيلة العلم .
    ولما سئل رسول الله ص عن رجلين أحدهما عالم والآخر عابد فقال : (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم رجلا)
    وليس بجهل فضل العلم إلا أهل الجهل لأن فضل العلم إنما يعرف بالعلم وهذا أبلغ في فضله لأن فضله لا يعلم إلا به فلما عدم الجهال العلم الذي به يتوصلون إلى فضل العلم جهلوا واسترذلوا أهله وتوهموا أن ما تميل إليه نفوسهم من الأموال المقتناه والطرف المشتهاه أولى أن يكون لإقبالهم عليها وأحرى أن يكون اشتغالهم بها .

    العلم والمال :
    قيل لحكيم من حكماء فارس : العلم أفضل أم المال ؟ فقال العلم ، قيل فما بالنا نرى العلماء على أبواب الأغنياء ولا نكاد نرى الأغنياء على أبواب العلماء ؟ فقال : ذلك لمعرفة العلماء بمنفعة المال وجهل الأغنياء بفضل العلم ! .
    وقال بعض البلغاء : العلم عصمة الملوك لأنه يمنعهم من الظلم ويردهم إلى الحلم ويصدهم عن الأذية ويعطفهم على الرعية فمن حقهم أن يعرفوا حقه ويستنبطوا أهله فأما المال فظل زائل وعارية مسترجعة وليس في كثرته فضيلة ولو كانت فيه فضيلة لخص الله من اصطفاه لرسالته واجتباه لنبوته بها وقد كان أكثر أنبياء الله تعالى فقراء ولعدم فضيلة المال منحه الكافر وحرمة المؤمن .
    ليس للعلم نهاية :
    واعلم أن كل العلوم شريفة ولكل علم منها فضيلة والإحاطة بجميعها محال ولذلك روي عن النبي ص أنه قال ( من ظن أن للعلم غاية فقد بخسه حقه ووضعه في غير منزلته التي وصفه الله بها حيث يقول (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
    أنماط العلوم :
    وإذا لم يكن إلى معرفة جميع العلوم سبيل وجب صرف الاهتمام إلى أهمها والعناية بأولاها وأفضلها وإلى العلوم وأفضلها : علم الدين لأن الناس بمعرفته يرشدون وبجهله يضلون إذ لا تصح عبادة جهل فاعلها صفات أدائها ولم يعلم شروط أجزائها ولذلك فضل النبي e العلم على العبادة بدون علم فقال " طلب العلم فريضة على كل مسلم " .
    ويتعلق بعلم الدين علوم قد بين الشافعي رحمه الله فضيلة كل منها فقال من تعلم القرآن عظمت قيمته ومن تعلم الحساب جزل رأيه ومن تعلم اللغة رق طبعه ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه .
    آداب العالم :
    اعلم أن من أهمل صيانة نفسه اغترارا بما منحه العلم من فضيلته وتوكلا على ما يلزم الناس من صيانته سلبوه فضيلة علمه ووسموه بقبيح تبذله فلم يف ما أعطاه العلم بما سلبه التبذل لأن القبيح أنم من الجميل والرذيلة أشهر من الفضيلة .
    وإذا صان ذو العلم نفسه حق صيانتها ولازم فعل ما يلزمها أمن تعبير الموالي وتنقيص المعادي وجمع إلى فضيلة العلم جميل الصيانة ، وروي أبو الدرداء أن النبي e قال "العلماء ورثة الأنبياء ، لأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم " .

    موانع طلب العلم :
    وربما امتنع الإنسان عن طلب العلم لكبر سنه واستحيائه من قصيره في صغره أن يتعلم في كبره فرضي بالجهل أن يكون موسوما به وآثره على العلم أن يصير مبتدئا به وهذا من خدع الجهل ، وغرور ال**ل لأن العلم إذا كان فضيلة فرغبة ذوي الأسنان فيه أولى والاقتداء بالفضيلة فضيلة ولأن يكون شيخا كبيرا متعلما أولى من أن يكون شيخا جاهلا .
    وقد قيل في منثور الحكم : جهل الصغير معذور أما الكبير فالجهل به أقبح ونقصه عليه أفضح لأن علو السن إذا لم ي**به فضلا ولم يفده علما وكانت أيامه في الجهل ماضية و من الفضل خالية كان الصغير أفضل منه لأن الرجاء له أكثر والأمل فيه أظهر وحسبك نقصا في رجل كبير يكون الصغير المساوى له في الجهل أفضل منه .
    وربما امتنع من طلب العلم لتعذر المادة وشغله اكتسابها عن التماس العلم لتعذر المادة وشغله اكتسابها عن التماس العلم وهذا وإن كان أعذر من غيره مع أنه قلما يكون ذلك إلا عند ذي شره وعيب وشهوة مستبعده فينبغي أن يصرف للعلم حظا من زمانه فليس كل الزمان زمان اكتساب ولابد للمكتسب من أوقات استراحة وأيام عطلة ومن صرف كل نفسه إلى ال**ب حتى لم يترك لها فراغا إلى غيره فهو من عبيد الدنيا وأسراء الحرص .
    وربما منعه من طلب العلم ما يظنه من صعوبته وبعد غايته ويخشي قلة ذهنه وبع فطنته وهذا الظن قلة ذهنه وبعد فطنته وهذا الظن اعتذار ذوي النقص وخيفة أهل العجز لأن الإخبار قبل الاختيار جهل والخشية قبل الابتلاء عجز .
    وليس وإن تفاضلت الأذهان وتفاوتت الفطن ينبغي لمن قل حظه منها أن ييأس من نيل القليل وإدراك اليسير الـذي يخرج به من حد الجهالة إلى أدني مراتب التخصص فإن الماء مع لينة يؤثر في صم الصخور ! فكيف لا يؤثر العلم الزكي في نفس راغب شهي وطالب خلي لاسيما وطالب العلم معان ؟
    وربما منعت السفاهة من طلب العلم فالسفيه إن وجد كتابا أعرض عنه وإن رأي محبرة تطير بها وإن رأى متحليا بالعلم هرب منه وأمثال هذا يكون البعد عنهم مؤنسا ومصلحا والرب منهم موحشا ومفسدا وهذا الصنف لا يرجى له صلاح ولا يؤمل له فلاح .
    السعادة في العقل والعلم :
    على أن العلم والعقل سعادة وإن قل معهما المال وضاقت معهما الحال والجهل والحمق حرمان وإدبار وإن كثر معهما المال واتسعت معهما الحال لأن السعادة ليست بكثرة المال فكم مكثر شقي! وكم من مقل سعيد ؟ وكيف يكون الجاهل الغني سعيدا والجهل يضعه؟ أم كيف يكون العالم الفقير شقيا والعلم يرفعه ؟ فكممن ذليل أعزه علمه وكم من عزيز أذله جهله ! فكلما حسنت نعمة الجاهل ازداد قبحا .
    أخلاق طالب العلم :
    فينبغي لمن زهد في العلم أن يكون له راغبا ولمن رغب فيه أن يكون له طالبا ولمن طلبه أن يكون منه مستكثرا ولمن استكثر منه أن يكون به عاملا ولا يطلب لتركه احتجاجا ولا للتقصير فيه عذرا .
    فعلي طالب العلم أن يقصد طلبه واثقا بتيسير الله قاصدا وجه الله تعالى بنية خالصة وعزيمة صادقة وليحذر أن يطلبه لمراء أ رياء وري عن النبي ص قوله ك ( لا تعلموا العلم لتماروا به السفهاء ولا تعلموا العلم لتجادلوا به العلماء فمن ذلك فالنار مثواه )
    فينبغي لطالب العلم أن ينفي عنه رذائل الجهل بفضائل العلم وغفلة الإهمال باستيقاظ المعاناة ويرغب في العلم رغبة متحقق لفضائله واثق بمنافعه ولا يلهيه عن طلبه كثرة مال ولا نفوذ أمر ولا علو منزلة ، وقد قال بعض الأدباء كل عز لا يوطده علم مذلة وكل علم لا يؤيده عقل مضلة .
    ولا يمنع المتعلم علو منزلته أن يتعلم ممن هو أعلى منه وإن كان خاملا فإن العلماء بعلمهم قد استحقوا التعظيم لا بالقدرة والمال .
    وليكن مقتديا بهم في أفضل أخلاقهم متشبها بهم في جميع أفعالهم ليصير لها آلفا وعليها ناشئا ولما خافلها مجانبا ومن تشبه بقوم فهو منهم وليحذر المتعلم الترفع على من يعلمه ون آنسه والإدلال عليه وإن تقدمت صحبته .
    وهذه من مصائب العلماء وانعكاس حظوظهم أن يصيروا عند من يعلمونه مستجهلين وعند من قدموه مسترذلين ولذلك قال صالح بنعبدالقدوس :
    وإن عناء أن تعلم جاهلا فيحس جهلا أنه منك أعلم
    متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذ كنت تبنيه وغيرك يهدم
    وأخرا دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-07, 05:56