لكي تكون مسلم يحب أن تحذر نواقض الاسلام العشرة

نواقض الاسلام
وهي عشرة، لا فرق فيها جميعاً بين الهازل والجاد والخائف، الا المكره، وكلها من أعظم ما يكون خطراً، وأكثر ما يكون وقوعاً، فينبغي للمسلم ان يتعلمها ويحذرها، ويخاف منها على نفسه.
الأول:- الشرك في عبادة الله. قال تعالى: {إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}[النساء : 48]. ويقول سبحانه: {انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}[المائدة : 72]. ومنه الذبح لغير الله، كمن يذبح للجن أو للقبر.
أنواع الشرك:-
1- الشرك الاعتقادي: هو اعتقاد شريك مع الله مساويا له في ذاته أو أفعاله أو صفاته، وهو ما يسمى بالشرك في الربوبية وفي الاسماء والصفات. يقول سبحانه: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذاً لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض}[المؤمنون : 91].
2- شرك النية والارادة والقصد: لا يمكن لأي انسان ان يعيش في هذه الحياة دون ان يكون له غاية يسعى اليها ومراد مطلوب محبوب يكون نهاية أمله، وغاية قصده، وباعث سعيه وكدحه. فمن أشرك مع الله غيره في المحبة أو الارادة أو القصد فقد أشرك اياً كان ذلك الشريك. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: (فلا بد لكل عبد من مراد محبوب هو منتهى حبه وارادته، فمن لم يكن الله معبوده ومنتهى حبه وارادته بل استكبر عن ذلك، فلا بد ان يكون له مراد محبوب يستعبده غير الله فيكون عبداً لذلك المراد المحبوب، إما المال والجاه، وإما القصور، وإما مايتخذه الهاً من دون الله كالشمس والقمر والكواكب والاوثان وقبور الانبياء والصالحين، أو من الملائكة والانبياء الذين يتخذهم اربابا أو غير ذلك مما عبد من دون الله)[العبودية ص(32)].
ولذلك فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، ان أعطي رضي وان لم يعط سخط. تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش))[رواه البخاري، كتاب الجهاد (2887)].
3- شرك الطلب: وحقيقته اتخاذ واسطة بين المخلوق والخالق سواء كانت تلك الواسطة فيما يتعلق بالتدبير والتصريف، أو فيما يتعلق بالتشفع الى الله بتقريب طالب الشفاعة. وليس معنى اتخاذ وسائط من دون الله ان يعتقد فيها الاستقلالية بالتأثير بل المشرك هو من اعتقد لغير الله من تلك الوسائط ما هو خاص بالله وحده، فهو حين يتخذ الوسائط لا ينكر ان الله هو الخالق وهو المدبر والمصرف لجميع مخلوقاته وهو الكامل المطلق المستحق للالوهية والعبادة، وانما يتخذ الوسائط ظناً انها تكون مصدر خير وعطاء لمن كان له بها علاقة. وهذا الظن مصدره ان لها منزلة عند الله تعطي بها من تشاء ما تشاء وتقرب من تشاء الى الله. وهذا هو معنى قول الله حكاية عن قول المشركين في سبب عبادتهم لأصنامهم: {ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى}[الزمر : 3].
4- شرك التقرب والنسك: كل ما ثبت انه عبادة مشروعة وجوبا او استحبابا فصرفها لغير الله شرك في العبودية، سواء اعتقد مشاركة هذا المعبود لله في ربوبيته او اسمائه وصفاته اولم يعتقد ذلك وانما هو وسيط وشفيع الى الله. ولهذا ذكر الله عن المشركين انهم كانوا مشركين في العبادة مع اعتقادهم بان الله هو المتفرد بالخلق والايجاد والرزق. قال تعالى: {قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر، فسيقولون الله، فقل أفلا تتقون}[يونس : 31]. وهذا الشرك قد يكون بالاعمال الباطنة أو بالاعمال الظاهرة.
الثاني:- من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم، فقد كفر اجماعاً. وقد تقدم ذكره.
الثالث:- من لم يكفر المشركين، و من يشك في كفرهم، ومن يصحح مذهبهم، فقد كفر. لأن ذلك تكذيب لله ورسوله، وهذا من أعظم الكفر يقول تعالى: {بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين}. ويقول: {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار}.
الرابع:- من اعتقد ان غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو ان حكم غيره أحسن من حكمه، كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه، فهو كافر. يقول تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.
الخامس:- من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو عمل به، كفر.
السادس:- من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه، كفر، والدليل قوله تعالى: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}[التوبة : 65-66].
بواعث الاستهزاء:
1-الكره والحقد لهذا الدين العظيم: يقول تعالى: {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون}[الصافات : 36].
2- النقمة على أهل الخير والصلاح: {انهم اناس يتطهرون}.
3- الفراغ وحب الضحك على الآخرين: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ان الرجل ليتكلم بالكلمة ليضحك بها جلساؤه يهوي بها من أبعد من الثريا))[المسند (2/402)].
4- الكبر والعجب بالنفس: يقول تعالى على لسان فرعون: {أم انا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين}.
5- التقليد الاعمى لأعداء دين الله: {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر أو مجنون. أتواصوا به بل هم قوم طاغون}.
6- حب الدرهم والدينار: كما هو الحال لدى كثير من الممثلين في وقتنا الحاضر
السابع:- السحر، ومنه الصرف، والعطف، فمن فعله أو رضي به كفر، و الدليل قوله تعالى: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر}[البقرة : 102].
الثامن:- مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين}[المائدة : 51].
التاسع:- من اعتقد ان بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام، فهو كافر.
العاشر:- الاعراض عن دين الله، لا يتعلمه ولا يعمل به، والدليل قوله سبحانه: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها انا من المجرمين منتقمون}[السجدة : 22].

بارك الله فيك اخي

وفيكما تبارك الله كن مسلما كي لا تكون غير المسلم